كيف تجعل طفلك يستمع إليك من أول مرة
"كيف أجعل طفلي يستمع إليّ من أول مرة؟" هو أحد أكثر الأسئلة شيوعًا التي يطرحها الآباء. لكن قد تتفاجأ عندما تعلم أن الأمر يتعلق أكثر بكيفية تواصلك أنت مع طفلك. الطريقة التي تتحدث بها، مدى إيجابية كلماتك، وتجنبك للأوامر السلبية، كل ذلك يلعب دورًا أساسيًا. لتعليم طفلك أهمية الاستماع، عليك أن تدرك أولًا أن سلوك طفلك قد يكون سهل التعديل – ولكنه يبدأ بك.
ابدأ أولًا بالاستماع إليهم
إحدى أكثر المهام إرهاقًا في التربية هي جعل الأطفال يستمعون. كثيرًا ما نرفع صوتنا، نكرر أوامرنا، ونتوتر. هذا يؤدي إلى دورة من سوء التواصل وسوء الفهم من الطرفين.
الاستماع لا يعني فقط لفت الا
نتباه، بل يعني أن يستوعب الطفل ما تطلبه منه ويقوم به دون جدال أو قلة احترام.
مثلًا: إذا طلبت من ابني أن يستعد للمدرسة، أحيانًا أكرر الطلب خمس مرات ثم أنفجر بالصراخ، هو يغضب، وأنا أغضب أكثر... النتيجة؟ فوضى.
لكن لاحظت أن طريقة تواصلي معه لها علاقة كبيرة باستجابته.
في أغلب الأحيان، يكون مشغولًا أو غير مركز، وأنا لا أضمن أنه في حالة ذهنية تسمح له بالاستماع. أحيانًا عليك أن تطلب منه النظر في عينيك وتكرار ما قلته له قبل أن يبدأ بالتنفيذ.
كيف تُنشئ مستمعين جيدين؟
1. اعطِ أوامر واضحة بدلاً من طرح أسئلة
بدلاً من قول: "هل يمكنك إخراج القمامة؟"، قل: "حان وقت إخراج القمامة الآن، من فضلك". بهذه الطريقة تقلل من فرص الجدال.
2. تأكد أن طفلك فهم ما طلبته
الأطفال بحاجة إلى معرفة "السبب" أيضًا. شرحك للأمور يقوي فهمهم وامتثالهم.
3. تحدث معهم باحترام وليس بأسلوب متعجرف
الأطفال سيئون في الاستماع، لكن ممتازون في التقليد.
إذا صرخت عليهم، سيتعلمون أن الصراخ هو الطريقة الطبيعية للتواصل. إذا تحدثت بلطف، سيتجاوبون بلطف.
4. تواصل بعينين، بصوت هادئ، وبقرب جسدي
-
كرر ما قلته، واطلب منهم تكراره.
-
اقترب منهم، لا تصرخ من الغرفة الأخرى.
-
انزل لمستوى أعينهم، خصوصًا إذا كانوا صغارًا.
-
اشرح الأمور ببساطة، خصوصًا في حالة الغضب أو البكاء.
5. تأكد أن الطفل في حالة ذهنية مناسبة للتواصل
6. كافئ السلوك الجيد – ليس بالحلويات بل بالتقدير
لا تجعل المكافآت مادية دائمًا. الكلمة الطيبة، الرسالة المكتوبة، أو الوقت النوعي معًا له تأثير عميق.
ماذا تفعل إن لم يستمع الطفل رغم كل ذلك؟
في بعض الأيام، ستفعل كل ما هو "صحيح"... وسيظل الطفل لا يستمع. لا بأس.
-
لا تتوقع الكمال.
-
امنحه "استراحة عاطفية":"خُذ دقيقة لتفكر في سبب شعورك بهذا الشكل، وسنتحدث بعدها."
-
أنت أيضًا خذ وقتك للهدوء، قبل متابعة الحديث.
في الختام
التواصل الصحي مع الأطفال يبدأ بك. كن قدوة، استخدم الاحترام، وكن حاضرًا عاطفيًا.
التربية رحلة طويلة، لكنها تبدأ بالخطوات الصغيرة.
